مريم بلمقدم تعرض مسارها التشكيلي بباب الرواح

0

المصطفى الصوفي

تقدم الفنانة التشكيلية مريم بلمقدم خلال معرضها الفني برواق الباب الكبير بالرباط، الذي تنظمه وزارة الثقافة والاتصال قطاع الثقافة من التاسع إلى 28 من شهر نونبر الجاري بعنوان “مسار فنانة” واحدا من المعارض التشكيلية الممتعة والمتميزة، التي تنثر فيها الفنانة الوان لوحاتها المبهرة حينا في كل الزوايا، والفاتحة لأبواب من الحلم الجميل، الذي يمتح من قاموس إبداعي وفني بديع، يمنح للمتلقي أشهى اللحظات.

مسار مريم بلمقدم (1997 ـ 2017)، عشرون زهرة تشكيلية برعت الفنانة ذات الاحتياجات الخاصة، في تكريس نموذج للأنثى المغربية المبدعة الصبورة والحالمة والمصرة عل العطاء والتميز، والقادرة على خلق المفاجأة، والتصدي للصعاب مهما كانت نفسية أوجسدية، من اجل الفن، وبهذه الصورة الإنسانية الرائعة، تصنع الفنانة التي نظمت عدة معارض فردية وجماعية داخل وخارج المغرب، الحدث الفني، الذي يبدع وفي إبداعه، ترسيخ لروح مشروع تشكيلي ينهل من سحر التجريد، وروعة البوح الشعري الأنيق، وبهاء تلك الألوان التي تختارها الفنانة بكل اريحية نخوة للوحاتها التي تبحر في عالم من الاستيطيقا التي توحي اكثر من تقول الحقيقة.

ان المعنى التشكيلي لدى مريم بملقدم، لا يرتسم لوحده دون مبنى مركز، بالتالي فأي لوحة تشكيلية، لديها، وان كانت ربما ترسم بطريقة تلقائية، لكنها في العمق، تكرس جانبا من الفكر الفني والهم الوجودي الذي تحمله الفنانة، وتحاول أن تبوح به عبر تلك الألوان، التي تختلف هنا الى هناك، وفي اختلافها، نوع من النظرة الجميلة التي تفضي على عالم رائع يستشعره المتلقي وهو يطوف عبر كينونة الفنانة التشكيلية خلال مسارها الفني طيلة عشرين سنة، وبهذا تكون الفنانة واحدة من فنانات المستقبل، ترسم وفي رسمها تعبير جديد عن حالة فنية فريدة، وظاهرة إبداعية مميزة، ترسم وفي رسمها أحلام ألوان زاهية تتماهي مع فضاء اللوحة بحثا عن كينونة تحس بها، فيها ترقص رقص الشاعرات، وفي رقصها الكثير من الإبداع الجميل الذي يسافر بالمتلقي الى عوالم غيبية، مشبعة بسحر فني لا يوصف.

ان الحديث عن تجربة الفنانة مريم خلال هذا المسار، صعب للغاية، بل حكاية تحاول الاقتراب من شهرزادها، لتصغي ماذا تقول، انها قصص ليست لها نهايات، وبوح طويل طويل…. انها ألوان تتراقص في كل مواسم السنة، أسراب طيور مهاجرة، وفراشات محلقات، وأزهار تينع من افق الوجدان، أفكار تتعانق، وعوالم تبحر في نخوة الوجود، إنها عوالم ترقص على إيقاع موسيقى ليس كلل الموسيقى، ان لوحات مريم التي تعشق الموسيقى، وكثيرا ما ترسم على نبراتها، وهي تزهر من بين اناملها كزهرة الاوركيدا، احتفال سعيد تكاد تسمع موسيقاه من بعيد، انها ترجمة فنية حقيقية لانفعالات مختلفة بين الفرح والعزلة والأمل والأمل وحب الحياة… هكذا هي مريم لوحة شاعرية بلون الموسيقى، وعاطفة جياشة مثيرة للإعجاب والخيال، انها حالة إبداعية تعبر في كثير من الأحيان عن حالات شخصية واجتماعية وكونية وإنسانية، وبالتالي تكون تلك الفنانة التي تحس بما حولها، وتترجمه الى سحر الوان، ورقة إبداع، ولوحات تحمل الكثير من السؤال والقلق، والتجريد الفياض

أضف تعليقك

%d مدونون معجبون بهذه: